1. اليمين محق، واليسار مخطئ.
وهذا من البديهيات عند العوديين. وقد انتشر هذا الوصف على يد إريك فون كينيلت-ليدين الذي يعد، إلى جانب توماس كارلايل ويوليوس إيفولا، جزءا من الأسفار المركزية للفكر العودي. ولو اختلف أحدهم مع هذا الوصف، فقد يكون شخصا لطيفا جدا، شخصا قد أرغب بتناول الشاي معه، لكنه لن يكون عوديا. ويشير مولدباغ لهذا الوصف في مدخله ”رحلتي من ميسز إلى كارلايل.“ وفي ”مقدمة هادئة إلى تحفظات غير مقيدة“ نجده يقول:
من جهة أخرى، من السهل جدا أن نبني نظاما قيميا نظيفا جدا يكون فيه النظام ببساطة خيرا، والفوضى ببساطة شرا. وقد اخترت هذا الطريق. وهو يترك فـجوة واسعة في مؤخر جمجمتي، ويسمح لي بأن أسمي نفسي عوديا. قد يكون هذا، في نظرك، هو الجانب المظلم. ولكن ذلك فقط لأن العلاج لم يكتمل بعد.
كما ترى، فالأمر بسيط. ويقول أيضا:
اليسار هو الفوضى والتخبط، وكلما ازدادت الفوضى لديك، ازداد حـجم السلطة الذي يمكن توزيعه. وكلما ازداد انتظام نظام ما، قل عدد من يصدرون الأوامر. وهذا التفاوت عينه هو السبب في أن الشركات والجيش، حيث يكون نظام السلطة التنفيذية الهرمية منتظما بطبعه، تنحاز إلى اليمين.
2. الهرمية في الأساس فكرة جيدة.
في العموم، تعزز الهرمية الاستقرار، الانتظام، التوجه، التماسك، وما شابه. يعترض العوديون على الهرميات الصارمة في الأنظمة الكلاّنية totalitarian، التي تحيل البشر إلى تروس في آلة (اقرأ الفاشية من نظرة يمينية ليوليوس إيفولا للاطلاع على نقد عودي للفاشية، أو راجع الفصل الرابع من رجال بين الأطلال.) وإن كانت لديك مشكلة في تمييز الفكر العودي عن الفاشية فاقرأ ذلك الفصل، وإلا فلن تفهم الفرق. وبدلا من تأييد الهرميات الصارمة التي تسحق الحكم الفردي الحر، فالعوديون يدعمون ”الدولة العضوية“ كما يصفها إيفولا:
كل مجتمع يتكون من أفراد، وأفراد البشر هم عنصره الأساس. أي نوع من البشر؟ ليس الأفراد كما تتصورهم الفردانية، كذرات أو كتلة من الذرات، بل الأفراد كأشخاص، ككيانات متمايزة، يتمتع كل منهم بمرتبة مختلفة، بحرية مختلفة، بحق مختلف ضمن الهرمية الاجتماعية القائمة على قيم التكوين، البناء، الطاعة، والأمر. ومع أفراد كهؤلاء يكون من الممكن أن نؤسس الدولة الحقة، أي دولة عضوية، لا ديمقراطية ولا ليبرالية. والفكرة من دولة كهذه هي أولوية الشخص على أي كيان اجتماعي، سياسي، أو قضائي مجرد، لا الشخص بوصفه واقعا تم تحييده وتسويته، مجرد رقم في عالم الاقتراع الكمي الشامل.
إن الهدف من الدولة العضوية هو رعاية ”عملية من التفرد والتمايز المستمر“ للأشخاص، بدلا من ذوقية شاملة مساوية. فبعض الناس قادة بطبعهم وآخرون لا. والأمر لا يعني أن كل العوديين يتخيلون أنهم قادة طبيعيون، قدرهم أن يشغلوا مكانا في سلم القيادة ما أن تأتي الثورة. فالفكرة هي أن نخلق مجتمعا يوفر تمايزا وتفردا طيبا من الأعلى إلى الأسفل. وهناك أسباب، ضمن هذا المجتمع، تجعل أن تكون في الأسفل تجربة أفضل وأغنى مما هي اليوم، لكن ذلك موضوع مختلف تماماً.
3. الأدوار الجنسية التقليدية في الأساس فكرة جيدة.
من المرهق أن نتحدث عن ذلك، حيث أن النسويات شديدات الضراوة تجاهه، ولكن العوديين الجدد أساسا يوافقون على الأدوار الجنسية التقليدية. في المجتمعات التقليدية، تكلفت النساء في الواقع بعض الأدوار والوظائف التي ربما تعد مـِهَنا بمعايير اليوم. فهن لم يكن جميعا زوجات ملازمات للبيوت، وحتى حين كنّ كذلك، فقد كنّ مجدّات. ولست متأكدا من سبب أن البقاء في المنزل، خياطة الملابس، الطبخ، البستنة، وتربية الأطفال يعد أقل تمكينا من نشاطات ذكورية كشق السواقي، اللحام، أو الجلوس عند طاولة مكتبية أمام حاسوب طوال النهار.
وبالعكس، فلو اختار رجل أن يجلس في البيت ويربي أطفاله، فسينظر العديد من الرجال له بانتقاص. ولا قدر من الدعاية التقدمية أو مخيمات إعادة التأهيل سيغير من ذلك، لأنه مبني في أدمغتنا عبر ملايين السنين من التطور. فالرجال يحترمون الرجال الذين يخرجون لفعل أمور رجولية. وبالمثل، فإن الضغط نحو انسياق مع أدوار جنسية هو أٌقوى في مدارس الإناث من المدارس المختلطة، مما يحطم خرافة أن الرجال هم من يفرض ويراقب الأدوار الجنسية، بنحو يضر بالنساء. يمكن للناس أن يخلقوا فقاعات وعوالم غرائبية تنقلب فيها هذه الأدوار رأسا على عقب، لكنها غير مستقرة تماما.
النساء أقل سعادة اليوم مما كن عليه قبل أربعين عاما، رغم كل التطورات المدعاة التي أنجزتها النسوية خلال ذلك الوقت. لقد قالت لي إحدى النساء العوديات التي تحدثت معها أن النسوية حركة غير نزيهة من الأساس، لأنها حركة لنساء بلا أطفال، رغم أنها تقدم نفسها كحركة مفيدة لكل النساء. وتقول امرأة أخرى: ”أفضّل أن تدعم المعايير بقوةٍ عوائلَ متماسكة، وعلى كل من يرغب في غير ذلك أن يسبح عكس التيار.“ وفي ذلك تلخيص منصف للموقف العودي.
4. الليبرتارية معاقة عقلياً.
العديد من العوديين الجدد هم بعد-ليبرتاريين، أي غير ليبرتاريين. وأحد طقوس العبور نحو العودة/العودة الجديدة هو رفض الليبرتارية. لم أكن ليبرتاريا أبدا، ولهذا فقد تطلب الأمر وقتا كي أستوعب كليا العلاقة بين الليبرتارية والعودة الجديدة، لكني أفهمها الآن. فالليبرتاريون يأخذون الحرية الفردية كمسلمة، ويرفضون التأمل في العلاقات السلبية لهذه الحرية مع التراكيب التقليدية كالمجتمع والعائلة. وذلك مرفوض عند العوديين.
لدى العودة الجديدة علاقة وثيقة بالتقليدية، التي تدعم الالتزامات الاجتماعية، الأعراف، ودرجة ما من الانسياق/ التجانس، وهكذا. ولديها أيضا خصال ليبرتارية، كالدعوة لحكومة أصغر وفصل الحكومة عن المساحات الخاصة تقليديا، لكنها ترفض الليبرتارية إجمالا.
ستكون الليبرتارية، لو أمكنها العمل إطلاقا، مناسبة فقط لنسبة من السكان، بين 15-20%، مستعدة لأن تأخذ طريق غالت going Galt وتقفل على نفسها في حصن مجازي ضد العالم. ولو أن مجتمعا ليبرتاريا سيترك الكثير في العراء، فلا يبدو أن الليبرتاريين يهتمون. وبالمقابل، فإن العوديين يرعون المجتمع، العائلة، والتماسك الاجتماعي. قبل عدة أشهر قلت: ”إن ”الاشتراكية“ التي تنادي بها التقليدية هي أن يساعد العوائل والأصدقاء بعضهم بعضا بإرادتهم الحرة.“ ويلخص ذلك الموقف العودي تجاه المعونة المتبادلة، المتوافقة نظريا مع الليبرتارية، لكنها غير متوافقة مع روح ومزاج الليبرتارية كما تعاش وتمارس فعلا. كما يميل العوديون للنظر إلى الليبرتاريين كمفرطين في المادية.
وكقطعة أخيرة من غذاء الفكر في هذه النقطة، قال أحدهم على تويتر: ”لو أخذت الليبرتارية ثم جعلت الوحدة الاجتماعية الأساسية هي العائلة بدلا من الفرد، فستكون على مقربة من ماهية العودية الجديدة.“ مثير للجدل، ولكن ملفت.
5. الديمقراطية معيبة بلا أمل، وعلينا التخلص منها.
لقد كانت الديمقراطية كارثة. اقرأ الديمقراطية: الإله الذي فشل لتفصيل ذلك. ولو لم تقرأ شيئا من ذلك الكتاب على الأقل فستحس بالضياع. وفي أضعف الإيمان، فإن قراءة شيء منه ستعرض أمامك نقاشا أكاديميا جادا حول فشل الديمقراطية. إن رفضك أي شيء مضاد للديمقراطية بوصفه ”فاشيا“ سيصنفك ببساطة كشخص أبله، يفتقر لأي عمق فكري. فأمثال سكوت ألكسندر على الأقل قادرون على التوغل أعمق، وتوفير دفاع عن الديمقراطية يتجنب الاستشهاد بالبعبع الفاشي.
وفيما يلي بعض مفردات العودة الجديدة أو تصورها لبعض المصطلحات:
أرستقراطية Aristocracy
إيفولا: «الأرستقراطية فكرة غير محددة. وبمعنى حرفي، «فالأفضل» مصطلح نسبي. «الأفضل» بدلالة ماذا، وبالنظر إلى ماذا؟» ولكن أيضا: «لقد كان رجال معينون محورا للأتباع، الطاعة، والتبجيل، لإبدائهم درجة عالية من التحمل، المسؤولية، الوضوح، وعيشهم حياة خطرة، منفتحة، وبطولية لا يطيقها الآخرون؛ وقد كان من الحاسم هنا أن نكون قادرين على التعرف على حق خاص وكرامة خاصة بشكل حرّ. ولم يمثل الاعتماد على قادة كهؤلاء إخضاعا للأفراد بل إعلاءً لهم؛ ولكن هذا بلا معنى في نظر المدافعين عن «المبادئ الخالدة» والداعمين «للكرامة البشرية» بسبب عنادهم.»
جمهورية أرستقراطية Aristocratic republic
كان القصد الأصلي للآباء المؤسسين لأميركا هو جمهورية ذات «أرستقراطية طبيعية» بحكم الواقع، تحولت منذئذ إلى نظام ديموتي (ديمقراطي). الجمهورية الرومانية مثال على جمهورية أرستقراطية ناجحة تحولت في النهاية إلى ملكية. وبعض العوديين ينادون بعودة الولايات المتحدة إلى هذا الشكل من الحكومة. وقد سمى توماس جيفرسون الأرستقراطية الطبيعية «أثمن هبات الطبيعة».
الهيكل the Cathedral
هو الإجماع المنظم ذاتيا للتقدميين والإيديولوجيا التقدمية الذي تمثله الجامعات، الإعلام، والخدمة المدنية. وقد صاغ المصطلح المدون منشيوس مولدباغ. ليس للهيكل أي مدير مركزي، لكنه يمثل إجماعا يتصرف كمجموعة متناسقة تدين الإيديولوجيات الأخرى بوصفها شرا. لقد فصّل الكتّاب المواقف التقدمية بدءاً باقتراع النساء، منع الكحول، إلغاء العبودية، ضريبة الدخل الاتحادية، الانتخاب الديمقراطي لمجلس الشيوخ، قوانين العمل، إلغاء الفصل العرقي، إشاعة المخدرات، تحطيم المعايير الجنسية التقليدية، مساقات الدراسات الإثنية في الجامعات، إنهاء الاستعمار، وزواج المثليين. إن سمةً فارقة في التقدمية هي أنك «تعتقد بأن سؤال الأخلاق قد حلّ جوهريا، وكل ما بقي هو العمل على التفاصيل». والعوديون يعتبرون الجمهوريين تقدميين، متأخرين 10-20 عاما عن الديمقراطيين في تبنيهم للمعايير التقدمية.
التكاملية Complementarity
إن رؤية أن «الرجال والنساء يكمّلون بعضهم كأجزاء مستقلة تشكل معا كلا مركبا»، تعرف أيضا بالتكاملية. وهي ترتبط بالرؤية التجريبية القائلة بأن لدى الرجال والنساء نفسيات مختلفة ولهذا فهم مناسبون لأدوار مختلفة ومتكاملة في المجتمع. يعد كل من الرجال والنساء مسؤولين عن المساهمة «بتأثير متحضر» في المجتمع ككل، ابتداءً بالوحدة العضوية للمجتمع، أي العائلة. وعند العوديين، ينظر لمعظم فصائل النسوية بوصفها تفاقم في الصراع بين الذكور والإناث، وترهن التماسك الاجتماعي طويل الأمد من أجل العوائد العابرة للتهتك، الإفراط الجنسي، والطفولية. وبنفس المعنى، فإن معاداة النساء، الخيانة، العنف الأسري، غياب المسؤولية الأبوية، والنحيب المستمر «لنشطاء حقوق الرجال» مرفوضة لأنها تحرض نفس الصراعات. يعترف العوديون بأن ضمان دوام المجتمع ومستقبله يعتمد على تنشئة الأطفال في بيئة مستقرة ومراعية فيها أب وأم، وأن الرغبات الأنانية للوالدين ثانوية بالنسبة لهذا الهدف. فمن دون الأطفال، ستقضي الثقافة على نفسها ببساطة. وتعظيم عدم الإنجاب هو شكل من الانتحار الثقافي.
التنوير الحالك Dark Enlightenment
تيار فكري جديد يتكون من مفردات عودية. والعامل الموحد للتنوير الحالك هو انتقاد الديمقراطية، الذي لخصه بيتر تيل بصرامة حين كتب «لم أعد أعتقد بأن الحرية والديمقراطية متوافقان». مصطلح «التنوير الحالك» من صياغة الفيلسوف البريطاني نيك لاند، الذي فصّل هذه الفكرة في سلسلة التنوير الحالك. وهذه السلسلة، إضافة إلى كتابات منشيوس مولدباغ، تمثل الأدبيات المحورية لهذه الحركة. التنوير الحالك هو مشروع عودي يرفض الحداثة، المسكونية Universalism، والديمقراطية لصالح قيم تقليدية، خصوصية، وأرستقراطية. ويستخدم المصطلح أحيانا بالتبادل مع «العودة الجديدة» أو «عودي جديد».
الديموتية Demotism
الحكم باسم الشعب. لقد انتشر هذا المصطلح حديثاً على يد منشيوس مولدباغ، وينظر للديمقراطية والشيوعية كشكلين من الديموتية. يعتبر العوديون الديموتية شكلا من حكم الجموع، حيث يتملق السياسيون لما يعدّونه الإرادة الشعبية، بدلا من صنع قراراتهم الخاصة كقادة مستقلين. إن قولا مجهول النسبة، ظهر لأول مرة في الطبع عام 1951، يلخص الرؤية العودية عن الديموتية: «لا يمكن للديمقراطية أن توجد كشكل دائم من الحكومة. بل يمكنها البقاء فقط حتى تكتشف الأكثرية أن بوسعها التصويت لنفسها على الإثراء من الخزينة العامة. وبعد ذلك، ستصوت الأكثرية دوما على المرشح الذي يعدها بالمنافع الأكثر، والنتيجة أن الديمقراطية ستنهار بفضل السياسة المالية المنحلة التي تتبع ذلك، لتليها دكتاتورية، ثم ملكية». ينظر العوديون لعصر الإرهاب وحملات تطهير ستالين كنتائج كلاسيكية للديموتية. ورغم أن الملكيات قد اضطهدت عبر التاريخ أقليات دينية وإثنية ضمن حدودها، فإن أيا منها لم يسفك الدماء بمستوى الثورات الفرنسية أو الروسية والتطهيرات التي تليها. مقتبسين من إريك فون كينيلت-ليدين: «إن نهضة الديمقراطية مثلت بداية عصر ’G‘—المقاصل، الإبادات، المحابس، المشانق، غرف الغاز، والغولاغ». [المترجم: كل هذه الكلمات تبدأ بحرف G في الإنجليزية.]
يوليوس إيفولا Julius Evola
مفكر سياسي وباطني إيطالي كتب منذ الـ1920ات وحتى وفاته عام 1969. لقد وصف إيفولا بأنه «أرستقراطي، ذكوري، تقليدي، بطولي، وعودي بكل عناد». وقد كتب باحث إيطالي: «يمكن اعتبار فكر إيفولا أحد الأنظمة الأشد راديكاليةً واتساقاً في عدائه للمساواة، الليبرالية، الديمقراطية، والشعبوية في القرن العشرين». يدور فكر إيفولا حول فكرة «الدولة العضوية»، وهي مجتمع هرمي طبيعي يشجع على قدر من الحرية الفردية، الاستقلالية، والازدهار مع إدماجه لأفراد الذكور والإناث في نظام متناسق أكبر يرتقي بهم، يمنح حياتهم معنى، ويجعلهم جزءا من كلّ هادف. وكسائر الأنظمة التقليدية، فإن الدولة العضوية مضادة للديمقراطية، حيث تمنح القرارات السياسية لنخبة أرستقراطية. لقد أكد إيفولا على قيم «روحية» (وهو لفظ يشير فقط إلى قيم أرفع، لا الغيبيات) كالانتماء المدني والإنجاز البطولي فوق الإنجازات المادية حصرا. منطلق جيد لقراءة أعماله هو البدء بكتابه رجال بين الأطلال. ويمكن زيارة تجميعة من الاقتباسات القصيرة عنه في مدونة لمحات تقليدية.
اليسارية Leftism
ينظر اليمين العودي لليسارية كإيديولوجيا تسعى لتمزيق الاستثنائية والبنى التقليدية بحيث يمكن للأوطأ بيننا أن يشبعوا مشاعر الحسد والإيثار المرضي لديهم. فالمجتمع اليساري الرأسمالي يشجع مبدئيا على الإنجازات في مجالين فقط—المال والشهوات—على حساب كل القيم العليا، بما فيها الاستقرار الاجتماعي طويل الأمد. وبدلا من التشجيع على الإنجاز الشخصي، فاليسارية تحركها «آلية مساواة» يلخصها الشعار الوجيز «الجميع يستحقون جوائز». ويعرّف «التقدم» الاجتماعي بدلالة تعظيم الشهوة الفردية قليلة الأمد على حساب الصحة الاجتماعية العامة. وعبر ترويج عقلية «كل شيء يمر»، فالنتيجة النهائية هي غيمة من الأفراد المتشظّين عديمي الملامح، بدلا من أي شيء يشبه التماسك أو القوة الاجتماعية، وينظر «للثقافة» كبنية اجتماعية يمكن الإلقاء بها عفويا واستبدالها ببديل جديد عند أضعف نزوة. والنسبية الأخلاقية والثقافية تحكم: إذ لا يمكن اعتبار أي نظام أفضل من آخر، لئلا يشعر دعاة النظام الأسوأ بالإساءة.
منشيوس مولدباغ Mencius Moldbug
مدون ذو شعبية، نفث روحا جديدة في أقصى اليمين الفكري بأحاديثه المتميزة بطولها وتقلبها عن التاريخ والسياسة، التي كتبت مبدئيا بين 2007-2010. يعد مولدباغ المؤسس الفكري للحركة «العودية الجديدة»، وهو لفظ صاغه في 2008 وأشاعه الاقتصادي آرنولد كلينغ في 2010. إن أهم سلاسل مقالات مولدباغ هي «رسالة مفتوحة إلى تقدميين منفتحين»، «مقدمة لطيفة إلى تحفظات غير مقيدة»، و «البيان الشكلاني»، التي تبلغ إجمالا بضع مئات من الصفحات. والأعمال شبه الكاملة لمولدباغ يبلغ طولها 4.470 صفحة وهي متوفرة ككتاب إلكتروني. قلة نادرة من معجبي مولدباغ قد قرأوا ما يقرب من كل مقالاته؛ لكن قراءة بضع مئات من الصفحات ستعطيك فكرة عن عمله.
الملكية Monarchy
شكل الحكم المفضل عند العوديين. لمناقشات أكاديمية لأسباب كون الملكية فكرة جيدة، اقرأ الديمقراطية: الإله الذي فشل لهانز-هيرمان هوبه وكذلكالحرية أو المساواة لإريك فون كينيلت-ليدين. الملكيات ليبرتارية نسبيا وفق المعايير الحديثة، من حيث أن الحكومة عادة ما تستهلك 2-5% من الناتج الوطني، خلافا للديمقراطيات الاجتماعية التي تستهلك ما بين 40-80% منه. ومن ناحية قانونية، تميل الملكيات لامتلاك قوانين أقل، لكنها تفرضها بصرامة أشد، متبعة حكمة تاسيتوس: «كلما ازداد فساد الدولة، ازدادت قوانينها». والملكيات عموما تضع سلطة أكبر في أيدي الحكومات المحلية. إن حـجة أساسية لصالح الملكية هي أن قادتها يميلون لامتلاك تفضيل زمني أوطأ، بمعنى أن لهم سهماً شخصياً أعلى في صلاح البلد الطويل الأمد، مقارنة بالسياسيين المحترفين الذين يركزون على دورات انتخابية من أربع سنين. وهناك سجال في الوسط العودي حول قواعد الخلافة، إن كانت الخلافة بالتبني أو الوراثة هي المفضلة.
العودة الجديدة Neoreaction
حركة العودة الجديدة التي تطورت بدءاً من 2007. وما العودة الجديدة إلا توجه مجرد وأكثر تحليلا نحو اليمين التقليدي، مقارنة بالعودية التاريخية. يمكن النظر للعودة الجديدة كجزء من العودية عموما، التي تربطها بها علاقة معقدة. وفي النهاية، فالهدف من العودة الجديدة هو توفير هيكل متماسك من النظم الإدارية والسياسية، يمكن استعماله لتشكيل حكومات جديدة.
التقليدية الراديكالية Radical traditionalism
المنظور الفلسفي والرؤية الاجتماعية التي طورها يوليوس إيفولا؛ وكذلك يستخدم هذا الاسم لحركة من الكاثوليك المحافظين. وحيث أن اللفظ يحمل معنى مزدوجا، فقد يحتاج للتوضيح. وفي More Right، فاللفظ يدل على أفكار إيفولا ما لم ينوه بغير ذلك.
عودي Reactionary
من المهم ملاحظة أن لفظ «عودي» صيغ أصلا كشتيمة تشير إلى الملكيين الفرنسيين. وحين يستخدم العوديون المعاصرون هذا المصطلح، فهم لا يدعون بالضرورة للعودة حرفيا إلى الوضع القائم من قبل، بل إلى حركة المجتمع في اتجاه هيئات مبنية على النظام، الجماليات العليا، الهرمية، الاستقرار، السلام، الأرستقراطية، التقاليد، التناغم الثقافي، العائلة، وما شاكل. ويجب على الخطوات في هذا الاتجاه أن تفصّل على زمان ومكان معينين، بناءً على مبادئ خالدة تتوافق مع الطبيعة البشرية، بدلا من إدارة عقارب الساعة حرفيا. وبدلا من «صندوق رمل sandbox» فوضوي من الثقافات المتصادمة التي تتحارب ديمقراطياً بالوكالة، فالعوديون يطمحون إلى مجتمع من «الصفصاف oak» يعزز الثقة بين الأفراد، الثقافة الواحدة، والرؤية الواحدة.
مؤلف عودي Reactionary author
يتضمن المؤلفون العوديون البارزون والأشخاص المساهمون ماديا في الفكر العودي المعاصر إدموند بيرك، نيكولاس غوميز دافيلا، جوزيف دي ميستر، يوليوس إيفولا، كليمنس فون مترنيخ، وليم فوكنر، يوكيو ميشيما، منشيوس مولدباغ، إريك فون كينيلت-ليدين، إيفلين ووه، هانز-هيرمان هوبه، وغيرهم كثير.
تاريخ الهويغ Whig history
شكل من المراجعة التاريخية يسعى لتصوير سير التاريخ كتحسن حتمي وصولا للنظام الحالي، وهو نوع من «التاريخ الذي يكتبه المنتصرون». ومن الواضح أن لدى النظام الحالي كل حافز لتصوير نفسه بوصفه متفوقا على كل الأنظمة الماضية. ويشير العوديون إلى أن الوضع ليس كذلك، ويلاحظون أن المجتمع الحالي فعلا في حالة من التداعي الشديد، مشيرين إلى مستويات عالية تاريخيا من الجريمة، الانتحار، الدَين الحكومي والشخصي، تزايد التفضيل الزمني، ومستويات واطئة من المشاركة المدنية والسعادة المحسوسة ذاتيا كأمثلة قليلة على أزمة ثقافية وتاريخية راهنة. وكذلك يشار إلى الأزمة الديمغرافية في دول العالم الأول كمثال آخر على الانحطاط.
مايكل أنيسيموف – مترجم من قبل حيدر عبدالواحد راشد http://heydar.xyz/