كوينتوس كورتيوس | ترجمة: بهاء محمد
عندما يدخل المراهقون معترك الحياة ويبدؤون في لعبة العواطف، سيرتكبون اخطاء كثيرة حتماً. وقد كنت واحداً منهم، ولا زلت أرتكب الاخطاء بشكل مستمر. ولكن بحكم الخبرة التي اكتسبتها بمرور السنوات، فقد استفدت من بعضها في التعرف على الأخطاء التي ارتكبتها. معرفة الأخطاء هي اول خطوة نحو التصحيح. كنت اقرأ مؤخراً في باب “اللعبة The Game” على الموقع، الذي ذكّرني ببعض الحقائق الأساسية عن تفاعل الذكر-الأنثى، التي أرى أنها مهمة جداً وتستحق التأكيد، لأنها لن تتغير أبدا. لن تشعر بالملل من تكرارها، بل ستثبت في عقلك مع التجربة والخبرة الحياتية، ذلك أن النظرية غير كافية بلا تطبيق.
إليك بعض الحقائق الأساسية حول الرجل والمرأة التي كنت اتمنى لو كنت أعرفها منذ عمر مُبكر:
١ـ طاقة الذكور تختلف عن طاقة الاناث
طاقة الذكور تعمل على إزالة الحواجز والتغلب على العقبات وتحقيق الأهداف، هكذا شكّلنا التطور. بالطبع فإن الرجال منطقيون، يواجهون المشاكل بنهج مبني على افتراضات منطقية غرضها التغلب على الصعاب؛ ولكن النساء لا يشبهن الرجال.
يخطئ الرجال لو توقعوا من النساء إن يستخدمن أنماط تفكيرهم. فطاقة النساء تتمثل بالعمل على الترابط وإقامة صلات عاطفية والانفتاح لتلقي الحب. فالنساء غير مقيدات بمنطق معين كما هو حال الرجال، ذلك أنهن يعملن على أسس عاطفية وبديهية. فالرعاية والعطف لا تعني كسر الحواجز والتغلب على الصعاب.
حسناً، قد تقول في داخلك “ماذا يعني ذلك؟! إنا أعرف هذا من قبل.” ربما تعرفه أنت، ولكن الكثير من الاشخاص لا يعرفون تداعيات هذا الاختلاف في الطاقة بين الذكر والانثى. والفشل في تقدير هذا الفرق الجوهري يقود إلى مشاكل لا حصر لها.
٢ـ لن تعلمك النساء كيف تصبح رجلاً
تتوقع منك النساء إن تعرف كيف تكون رجلاً. لا تحب النساء ان تُعلمْ الرجل كيف يصبح رجلا. (بالطبع فإن النساء هذه الايام ينسين هذا، فمعظم الرجال لم يتعلموا كيف يكونون رجالا، والمجتمع يحبط الذكورة بإصرار. يحق لهن أن يشكرن أخواتهن النسويات على ذلك طبعاً).
عندما تخرج البنت مع رجل، لا تريد ان تأخذ قرارات كبيرة. كل ما تريده هو أن تخرج وتظهر بأفضل صورة، وتدعك تقود الطريق. تتوقع منك ان تبادر، وهذا ما يجب إن تفعله دائماً.
٣ـ أعرض عن إزعاج البنت بسلوك اليائس والمحتاج.
عندما يلتقي رجل بامرأة لأول مرة فإنه يبدأ يرسم في ذهنه كل أنواع السيناريوهات حول ماذا سيفعل لها في المستقبل. الرجال بطبيعتهم مخططين منهجيين. وللمرة الثانية، التطور جعلنا هكذا. ولكن المشكلة مع هذه العقلية هي أنها يمكن أن تقود إلى سلوك مشبع بالعطش أو الحاجة أو اليأس.
ينبغي أن تكون طريقة تفكيرك مركزة على نيل المتعة والجنس. هذا كل ما في الامر، وسأقولها مجددا: المتعة والجنس فقط. توقف عن التفكير في الاشارات واللفتات والمعاني السرية وراء الاشياء، لإن الرجال يشغلون تفكيرهم بها دائماً: حيث يفرطون في تحليل كل شيء.
انس كل هذا! لا يجب عليك أن تبحث عن خطط محكمة ومحبوكة للأمور، وتحدد طبيعة العلاقة أو تدفعها إلى نوع من الالتزام. إذا كنت تبحث عن علاقة، تذكر إن المرأة بحاجة لوقت كي تسمح لمشاعرها نحو الرجل بالنمو، فمحاولتك لتسريع الامور ستؤدي إلى نتائج عكسية دائماً.
عندما يتعلق الأمر بالمكالمات والرسائل، يجب عليك أن تضع الجزء الأكبر منها على المرأة. أعلم إنه شيء بديهي، ولكنه الخطأ الاكثر شيوعاً. فالرجال المتلهفون سيفجرون هاتف الفتاة بالمكالمات والرسائل. حباً بالله، توقف عن ذلك. مرة واحدة في الأسبوع قد تكفي وتزيد في البداية. وإذا كانت معجبة بك بالمستوى المطلوب، فإنها هي من ستتصل بك وتراسلك طوال الوقت.
٤ـ تكره النساء سلوك المحتاج واليأس
بديهي؟ نعم: ولكن النساء فعلاً تكره هذا الشيء، سلوك المحتاج يخرب أي انجذاب.
ولكن مرة أخرى، فهذا المبدأ يُنسى دائماً. الانجذاب ليس خياراً، ولو كان هناك انجذاب فيمكنك إن تشعر به إذا كنت تفهم إشارات الإناث، أما ما تفعله مع هذا الانجذاب فهو عائد لك.
هل ستخرب الامر على نفسك؟ أم إنك ستتعامل مع هذا الانجذاب بثقة، وتعمل على استمراره بطريقة تقود إلى ممارسة الجنس؟ والأمر الأهم من هذا: تجنب سلوك المحتاج.
الكثير من الرجال يخربون على أنفسهم، عبر الركون إلى أنماط سلوكية غير مسؤولة أو سلوكيات محتاجة. حيث يتصلون كثيراً ويستخدمون لغة جسد تظهر انعدام الثقة أو غير ذلك. أعتقد أن الكثير من هذه السلوكيات المحتاجة يصعب جداً نسيانها، لأنها بقايا صدمات في الطفولة. وأصعب شيء في العالم هو نبذ عادة سيئة مثل هذه. قلة من الرجال واثقون بطبيعتهم من أنفسهم؛ ولكن يجب عليك أن تتعلم كيف تفعل ذلك.
٥ـ لا تقبل أن تضعك البنت في ركن الصديق
انت لست المثلي الذي تتخذه البنت كحبيبة. وعندما تحاول بنت إن تضعك في ركن الصديق، فامض بحياتك واتركها. لا تبق حولها أو ترض بوضعك الحالي كمثلي رفيق للفتاة. عليك أن تردها بقولك “لست مهتما بذلك الآن” أو شيء من هذا القبيل. لا أريد أن أكون صديقك، وأعلميني إذا غيرتي رأيك. وامض بحياتك.
عليك إن تمضي في حياتك بجدية، ولا تندم على ما فعلت. فالفتاة بحاجة لمعرفة إنك تمتلك إطارا صارما لا تتعداه. تريد إن تعرف أنها إذا دفعتك إلى مكان غير مكانك اللائق، فإنك ستقاومها وتقول “أسف، هذا خارج حدودي”. وأكبر خطأ يقع فيه الرجال هذه الايام هو عدم رسم إطار صارم لتصرفات النساء.
على البنت أن تعرف أنها إذا دفعتك كثيراً فستلاقي العواقب. فوقتك ثمين جداً. أما تصرفك كصديق مثليّ فلن يمنحك سوى مخدر، وسيخسرك وقتا ثمينا يمكنك تمضيته في البحث عن فتاة أفضل منها تستحق اهتمامك.
٦ـ لا تفصح عن كل مشاعرك
النساء دائماً أكثر انجذاباً إلى الرجال الغامضين. ولذا فعليك أن تجعلها تعمل لإثارة اهتمامك. لا تفصح عن كل شيء. فحين تفصح عن كل مشاعرك، فإنك في الحقيقة تحرم البنت من رغبتها في الفوز بحبك. لا أحد يقدر الاشياء التي يحصل عليها بسهولة.
٧ـ افهم الغرض من الاختبارات المزعجة
ستغرقك البنت بالاختبارات المزعجة باستمرار. هذه هي الحياة يا صاح. هذه هي طريقتهن في سبر غور الرجل، ومعرفة إذا كان الرجل المنشود حقاً، أو الرجل الذي سينهار ويستسلم. فهن يردن معرفة إذا كنت ستبقى ثابتا لا تتزحزح. وهذه الاختبارات تأتي بمختلف الاشكال والأساليب والنكهات، لكن القصد والهدف الرئيس منها هو الحفاظ على مكانتك ومركزك كرجل. لا تسمح لأي فتاة أن ترميك خارج إطارك الخاص. اجعل ردك ذكيا واثقا رافضا، مع شيء من روح الدعابة، ولكن لا تنس أبدا أن هدفها دائماً هو رؤية ردة فعلك.
٨ـ لا تدخل في نقاش مع فتاة حول اللعبة أو المواعدة
أنت تهدر وقتك، فالنساء لا يتكلمن بصراحة في هذه الأمور أبداً، أو سيحاولن إرباكها أو تعطيلها. لا تقبل نصيحة بنت حول المواعدة أو العلاقة أبداً. فالنساء يرين الاشياء من منظورهن، وليس من منظور الرجل.
٩ـ اترك الهاتف جانبا
الغرض من الهاتف هو تحديد المواعيد فقط. وليس الهدف منه خوض محادثات تطول لساعة، أو دردشة تطول لأكثر من ساعة، مع فتاة تحاول إن تخرج معها في موعد غرام. فالإكثار من المحادثات يقلل الانجذاب. كل الاشياء التي تريد قولها، يمكنك قولها لها وجهاً لوجه. أما الإكثار من الرسائل والمحادثات فسيقود البنت إلى جعلك كالصديق لها. أو ستفهم من هذا أنك تريد إن تنام معها فقط. تذكر: إن سلوك المحتاج والمتلهف هو الوقود لتغذية الفتاة بفكرة كونها غير شريفة.
١٠ـ اظهر بأفضل صورة
لا يأتي المظهر الحَسَن لمن يفضل الراحة. كن دائماً على أهبة الاستعداد، في المقدمة، فالجميع ينظر إليك، ولن تحصل على فرصة ثانية. اجعل لباسك ولياقتك وأناقتك وطريقة تعاملك دائماً في القمة. الحياة قصيرة جداً، فلا تفسد فرصتك، وحين تراها لا تقف عاجزاً ولا تتردد. يُنتظر منك دائماً إن تبدو بحالة وزي ولباس جميل.
كن متكلما لبقا واثق الخطوة. فالثقة مفتاح كل شيء. وأنت تعرف هذا، لكنك بحاجة إلى معرفته مرة أخرى، لِتعرف إذا كنت بحاجة لبرمجة عقليتك لتساعدك في الحفاظ على إطارك. اعتمد على فلسفة مفيدة مثل الرواقية أو البوذية.
١١ـ لا تتوقف أبداً
ستستمر في اللعبة طوال عمرك، سواء أكنت متزوجا أم لا. فاللعبة لا تنتهي أبدا. فالنساء سيختبرنك ويتعرفن على خطوطك الحمراء. هذه هي طبيعة النساء، فاقبلها ولا تفكر ولو للحظة بأن بوسعك نسيان كل هذا، والجلوس فتي طريق ريفي في يوم مشمس وحيداً وأنت تستمتع بحريتك. فالحياة ليست للقلب الضعيف. واليوم الذي ستتوقف فيه عن اللعب، هو اليوم الذي ستتوقف فيه عن التنفس.
١٢ـ فكرة أخيرة
بعد قراءتك لكل هذه الأساسيات، ستقول في داخلك: “أنا أعرف كل هذا.” ربما تكون على حق فيما تقول، لكن التحدي هنا هو وضع هذه الأساسيات موضع التنفيذ. فكل شخص يدعي معرفتها، لكنك في الممارسة سترى الأخطاء مراراً وتكراراً. لإن تنفيذ هذه المبادئ يقيدك بالانضباط والادانة.
والأهم من ذلك كله: أنك ستعرف أن الحياة ليست سهلة، وستناضل حتى تكتشف أنه لا توجد طرق مختصرة ولا عصا سحرية.